أشارت عدة أبحاث تدور حول الميتافيرس أن هناك غموضاً لايزال ملموساً في تحديد معنى تام وواضح للميتافيرس وماهيتها، وربما يعود ذلك إلى أنه لايزال هناك المزيد من العمل ليتم تطوير هذه التكنولوجيا بشكل كامل (Lee et al, 2021) .
ولكن يمكن القول بأن الميتافيرس هي عبارة عن شبكة اجتماعية ضخمة تتضمن مزيجا من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) والبيئات ثلاثية الأبعاد 3D بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي ((AI يتم التفاعل معها في الوقت الحقيقي وبشكل فعال ومستمر، يشترك فيه عدد غير محدود من الأشخاص حول العالم، ويوفر بيئة انغماس حقيقة للمستخدمين وإحساسا حقيقيا، وبتواصل حقيقي افتراضي في بيئات مشابهة تماماً للبيئات في الواقع، كما تتم فيها أنواع التعاملات المختلفة كالاتصالات والدفع وغيرها (Liew, 2021).
كذلك فقد ذكر ماي ستاكيديز(Mystakidis, 2022) أن ميتافيرس هي عالم ما بعد الواقع، يتم فيه دمج الواقع المادي مع البيئات الافتراضية بشبكة متصلة تضم تفاعلات مستمرة ومتعددة الأشخاص، وتحتوي عوالم للّعب المفتوح وتقوم على الواقع الافتراضي VR والمعزز AR، ويتم تمثيل المستخدمين فيها بصور رمزية يتم التفاعل بينها في الوقت الفعلي وبإحساس غامر يعيشه المستخدمين ويطلق على هذه الرموز أفاتار(Avatar).
تقوم ميتافيرس على أنواع معقدة ومتداخلة من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز(AR) والخليط (MR) وتشكل معاً مزيجاً يكون ما يسمى بالواقع الممتد XR))، وبالاعتماد على تقنيات ثلاثية الأبعاد لتكوين كائنات افتراضية تتكامل بشكل وثيق مع المحسوسات المادية والبشرية، وتتداخل معها أيضاً تقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والرؤية الحاسوبية ومستشعرات حسية وتقنيات أخرى كالبلوكتشين لضمان تخزين البيانات والتعامل معها بما يضمن الحماية والخصوصية للمستخدمين، وقد ذكر لي وآخرون (Lee et al., 2021) في بحثه عن الميتافيرس ثمانية تقنيات أساسية تقوم عليها ميتافيرس تشمل الواقع الممتد وتفاعل المستخدم والروبوتات والذكاء الاصطناعي وما يرتبط بها من تقنيات أخرى كما وضحه بالشكل التالي:
بالنسبة لجيل الويب الذي تدعمه ميتافيرس فسيكون تداخلاً من عدة أجيال ولكن أبرزها (ويب 4.0 )، والذي ير
تبط بعلاقة تكافلية تكاملية مع إنترنت الأشياء و AI أو كما يطلق عليه بالويب التكافلي، والذي تتضح فيه سمات الاندماج والانغماس الحقيقي في العالم الافتراضي مع تفعيل خدمات لامركزية تساعد المستخدمين على الإبحار والتفاعل بشكل كبير، ويتشارك معهم وكلاء أذكياء وأجهزة استشعار وخدمات معالجة اللغة، تمثل جميعها معاً نقلة نوعية في عالم الويب وخدماته، ولكن هل ويب ( 4.0 ) ظهر من العدم أم أنها البيانات وقوتها المخزنة منذ أول إدخال لها في الحواسيب؟ لا سيما ويب (2.0 ) عندما أظهرت الشركات الاهتمام بالبيانات وجمعها، مما كوَّن قوة بيانية ضخمة ظهر نتيجة لها ويب (3.0 ) حيث تبلورت فيه خدمات كبيرة ونوعية للمستخدمين ودور أكبر من التفاعل والانسجام للمستخدمين مع خدمات ويب ( 3.0)، والذي لايزال يُظهر لنا مستجدات كل يوم ولعل البلوكتشين والبيكوين من أبرز ملامح ويب ( 3.0). نستطيع القول باختصار أن ميتافيرس وليدة البيانات الضخمة التي اجتمعت وتراكمت عبر عقود من الزمن يتشارك فيها بشكل أكبر ويب ( 2.0 )المنتج الرئيسي للبيانات، وويب (3.0 ) الذي استفاد من هذه البيانات وتخزينها، وويب ( 4.0) الذي وظف هذه البيانات بشكل حقيقي عبر التقنيات المذكورة سابقاً، وربما سيكون هناك جيل أو أجيال أخرى من الويب تناسب العوالم الجديدة في ميتافيرس.